منبت الشهداء
لا أنت هنتَ ولا ذراك تهونُ
في القلب أنت معززٌ ومصونُ
يا مسجد الإسراء أنت منارةٌ
ومكانة الإسلام فيك تبينُ
فنبينا فيك الإمام بقدره
عند الإله مظفَّرٌ ميمونُ
يا قبلة أولى تشع هداية
وتدرُّ أمنا تشتهيه عيونُ
" عمر " الخليفة قد أتاك محلِّقا
نشر الأمان .. العدل فهو أمينُ
هذى قلوب المسلمين حمائمٌ
للحب تشدو للسلام تدينُ
والعهد قد صنَّاه دوما إنَّما
عهد اليهود معطَّلٌ ومشينُ
وأتى الفرنجُ بقضهم وقضيضهم
بمزاعم قد فرَّ منها الدينُ
جاءوا لإنقاذ الصليب وما همو
بالمنقذين فهم عُصاةٌ دونُ
لكن ثرانا وقتها رفض العدا
أحيا العزائم والجميع حصونُ
فمضى صلاح الدين يدفع جنده
ويكرُّ حتى أثمرت حطّينُ
قاد الأسود بحكمة وعدالةٍ
فالأرض ساحٌ والسماء عرينُ
لا شبل يشكو لا كبير مدللٌ
لا سيف ينبو لا قناة تلينُ
فرسان مصر يجمِّعون حصونهم
ودروب شامٍ للعدو كمينُ
والنصر قد زان الرءوس بعزَّةٍ
والمسجد الأقصى هناك يزينُ
خرج الفرنج وليتهم ما قد أَتوْا
ولَّوا وفيهم عاجزٌ وحزينُ
والآن قد عاد الهوان يلفُّنا
عفنا الجهاد فعافنا التمدين
نمنا فنام الحلم في أحشائنا
وتقهقرت فينا الحروب العونُ
وتقزَّمت فينا البطولات التي
هي في الضمير حشاشةٌ ومعينُ
فهنا بنو صهيون نرهب بطشهم
وهناك رقطاء الشمال تهينُ
وإذا أردنا وحدةً عربيةً
بعثت لنا أمم الفراق تدينُ
وإذا بحثنا في أمور حياتنا
نبغي الصلاح ترى الخراب يحينُ
إنّا جناة والجريمة أننا
أصحاب حقٍّ والعدو خئونُ
يا ثالث الحرمين إني أرتجي
سعيا إليك ففي الفؤاد حنينُ
يا منبت الشهداء أنت المفتدى
الحقُّ أنت وباطل صهيونُ